الأحد، 19 فبراير 2012

موسوعة المسرح المصري المصورة تبحث عن ناشر د‏.‏ عمرو دوارة‏:‏20سنة لتأريخ‏4500‏ عرض مسرحي


الدكتور عمرو دوارة أحد عشاق المسرح المصري ورهبانه المخلصين تعلم تقاليده واحترامه من خلال والده الناقد المسرحي الكبير الراحل د‏.‏ فؤاد ثم أسس الجمعية المصرية لهواة المسرح التي قدمت عشرات الموهوبين في مجالات التمثيل والتأليف والإخراج, كما قام بإخراج عدد كبير من المسرحيات أكثرها لفرق الهواة والجامعات والأقاليم وأقلها لفرق المحترفين إيمانا منه برسالة ودور مسرح الهواة.

د/عمرو دوارة يستعرض المراجع القديمة مع محمد بهجت
ومنذ أكثر من عشرين عاما كان مشغولا بمشروع عمل موسوعة مسرحية كاملة تبدأ مع بدايات المسرح المصري في عام1872 وتؤرخ لمراحله المختلفة.. ظل يبحث عن الصور والمعلومات لدي عدد من نجوم الماضي وفي أكثر من أرشيف صحفي, ثم أخيرا انتهي من إعداد موسوعته المهمة.. وكان لنا معه هذا الحوار..
عندما كنت أعد رسالة الماجستير اكتشفت قلة المراجع التي تتناول تاريخ المسرح في مصر.. كما اكتشفت أن بعض هذه المراجع يحوي أخطاء جسيمة لرجوع الباحثين إلي المصادر الصحفية وقصاصات الأخبار دون التأكد من صحتها ودقة المعلومات بها.. وسنجد أن كثيرا من أسماء المسرحيات تغيرت خلال الإعلان عنها في الصحف أو حرفت عن أصولها القديمة, فمسرحية هناء المحبين التي قيل إنها مصرية هي في الحقيقة روميو وجولييت والأمير الثائر والعم الغادر هي هاملت والأمير العربي عطيل.. وهكذا.. وقد عانيت كثيرا خاصة في مرحلة بدايات المسرح لأن المسرح كما تعرف بدأ في عام1872 علي يد يعقوب صنوع ولم تكن الفوتوغرافيا موجودة, وبالتالي لا توجد صور توثق للعروض المسرحية, كما أن المخرجين كانوا يقومون بتغيير الممثلين فتجد للمسرحية الواحدة أكثر من ممثل في أكثر من دور.. وحتي لا أذهب بعيدا معظمنا شاهد مسرحية مدرسة المشاغبين ويعرف أن الناظر فيها هو الفنان حسن مصطفي والمدرسة هي الفنانة سهير البابلي.. ولكن قلة عاصرت الحدث هي التي تعرف أن العرض بدأ بعبدالمنعم مدبولي ناظر المدرسة وكانت المدرسة هي ميمي جمال ثم نيللي قبل أن تؤدي الدور سهير البابلي.. وتعرف أيضا أن مسرحية الواد سيد الشغال بطلتها مشيرة غير أنها بدأت بسوسن بدر, وكذلك الجوكر كانت بطلتها في البداية ماجدة الخطيب ثم هناء الشوربجي, ولكن لأن التسجيل التليفزيوني احتفظ بنسخة الفنان الثاني فإنها هي التي تبقي أكثر في الذهن.. ومن الخطأ الاعتماد علي سؤال الفنان الذي شارك في العمل فقد لا يخبرك إلا بمشاركته هو فقط وينسي من سبقه أو تلاه في القيام بالدور نفسه, وقد يسقط من ذهنه بعض المسرحيات التي لم تنجح أو التي لا يفتخر بها في تاريخه.. لهذا اخترت أن تكون دراستي علي معيار لا يتغير وهو المسرحية نفسها.. كتابي يؤرخ للمسرحيات من خلال الفرق المسرحية في القطاعين العام والخاص علي مستوي المحترفين, بمعني أنك تتناول كل فرقة بداية من يعقوب صنوع سنة1872 مرورا بسليم النقاش سنة1876 وبعدها فرق سليم خياط والقباني وإسكندر فرح وسلامة حجازي وهكذا.. وسلامة حجازي يمثل نقطة مهمة للمسرح المصري لأنه أول فنان مصري يؤسس فرقة باسمه, كما أن منيرة المهدية هي أول سيدة مصرية تقف علي خشبة المسرح وقبلها كانت السيدات أجنبيات أو رجالا يتنكرن في ملابس نساء.. وأعد لكل عرض قامت به الفرقة ورقة بيانات تضم اسم المسرحية ومؤلفها ومخرجها وممثليها.. ذاكرا مشاركة أكثر من ممثل في الدور نفسه والقائمين علي عمل الديكور والموسيقي والأغاني والاستعراضات وغيرها من عناصر العرض المسرحي.. كما حرصت علي توفير ثلاث صور فوتوغرافية لكل عرض مسرحي قدر ما تسني ذلك.. وكنت مراعيا في اختيار الصور أن تظهر الديكور والملابس وطبيعة العرض.. كانت الحصيلة الإجمالية4500 مسرحية تساوي تسعة آلاف صفحة في الموسوعة إذا قسمت إلي عشرة أجزاء سيصبح كل جزء من900 صفحة.. وأتمني أن تباع الموسوعة مصحوبة بأسطوانة مدمجة توفر للباحثين والمهتمين بالمسرح البحث عن عنوان معين, بمعني أن تكتب اسم جلال الشرقاوي مثلا فتجد أمامك قائمة بالمسرحيات التي أخرجها أو مثل فيها.. ويمكن أن يكون البحث باسم الشخص أو اسم العمل أو اسم الفرقة أو تاريخ السنة, وهو ما يوفر المجهود والوقت للدارسين.
استفدت من كل الكتب والمراجع التي أعانتني علي إنجاز هذه الموسوعة, ولعل من أهمها كتاب المسرح العربي لمحمد يوسف نجم وهو باحث فلسطيني مجتهد.. كما أحب أن أشير إلي أن أول من فكر في توثيق المعلومات المسرحية هو أستاذنا الدكتور علي الراعي في عام..1963 وبفضله نشأ المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية.. لكن المركز في بدايته كان مهتما بتسجيل المعلومات الحاضرة دون محاولة البحث عن جذورها.. ولم يكن يسجل إلا مسرحيات القطاع العام إلي أن أتي الأستاذ محمود الحديني في عام1998 وقرر أن القطاعان الخاص والعام معا يشاركان في صناعة الحركة المسرحية والواجب تسجيلهما دون إهمال لدور القطاع الخاص.. لكن مشكلة المركز القومي في تسجيلاته أنك لا تجد قاعدة ثابتة للمعلومات.. أقصد إذا طلبت مثلا صورا لمسرحية سكة السلامة ربما تجد لديهم أكثر من تسعين صورة, ثم تطلب علي سبيل المثال صورا لمسرحية أخري هي كوبري الناموس فلا تجد صورة واحدة.. وهذا بالطبع أسلوب غير علمي للتدوين.. وقد تكون هناك سنوات بأكملها تخلو من الصور الفوتوغرافية.. وتتعجب إذا سألت واكتشفت أن بعض رؤساء البيت الفني في بعض الفترات كانوا لا يسمحون لمصوري المركز القومي بتصوير العروض أو لا يهتمون بفكرة التسجيل نفسها.. يمكنني أن أحول هذا المشروع إلي عالم الإنترنت, بمعني أن يكون موقع للمسرح المصري.. ولكني أرغب في أن تكون البيانات كلها متاحة لكل المصريين, وأن تكون مصر ممثلة في وزارة الثقافة هي الراغبة في احتضان تراثها ونشره وليس جهة أخري أو بلدا أجنبيا.. باختصار هذا تاريخ المسرح في مصر وهي الأولي بتقديمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق