السبت، 18 فبراير 2012

حرب بيانات بين رئيس هيئة الكتاب ومدير مكتبة الإسكندرية




   في إحدي ندوات معرض الكتاب، بقاعة ضيف الشرف، والتي جاءت بعنوان "محاضرة عن مشروع إحياء تراث عصر النهضة الإسلامي"، صعد إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، إلي المنصة، بالرغم من عدم توجيه دعوة رسمية إليه. جلس ليدير الندوة ولم يعترض المحاضرون.
لكن الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، ثار عند معرفته الخبر وهو بمكتبه في الهيئة، وأصدر بياناً يوضّح فيه أنه لم توجه أي دعوة من الهيئة منظمة المعرض أو اللجنة العلمية التي أعدت البرنامج الثقافي، إلي إسماعيل سراج الدين. وأضاف مجاهد في بيانه أنه سيتخذ الإجراءات ضد المسؤولين عن القاعة لسماحهم بتواجد شخص علي المنصة، بعيداً عن الأسماء المحددة. وأكّد مجاهد أن سبب رفضه "أنه ليس من المنطقي أن تحتفل الهيئة بمرور عام علي ثورة يناير وتدعو إلي منصتها رئيس اللجنة الثقافية بلجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل".
أخبار الأدب حدثت مجاهد تليفونياً لتوضيح أمر آخر، هو أن كتالوج البرنامج الثقافي يتضمن في الندوة المذكورة اسم "مكتبة الإسكندرية". فكان رد مجاهد:"مكتبة الإسكندرية نظّمت مع الهيئة ثلاث ندوات، ونحن نضيف اسم الجهة عرفاناً بالجميل". فسألت مجاهد:"أليس متوقعاً من البداية أن يشارك سراج بصفته مديراً للمكتبة؟" فنفي مجاهد ذلك بشدة وقال:" خالد عزب هو من تقدم بهذه البرامج الثلاثة واقترح أسماء المحاضرين علي اللجنة العلمية التي وافقت عليها، ولم نتعامل إطلاقاً مع إسماعيل سراج الدين ولم يُطرح اسمه للمشاركة في الندوة، ولو حدث ذلك لكنت رفضت حضوره بالطبع، وأضاف مجاهد:"تنظيمياً، لا يصح تغيير الأسماء من قبل عزب دون الرجوع للهيئة". واستدل مجاهد علي أن تنظيم جهة ما لندوة لا يعني بالضرورة دعوة رئيسها، بالمخرج مجدي أحمد علي، حيث "لم توجه له دعوة في ندوة السينما وبالتالي لم يحضر".
مكتبة الإسكندرية أيضاً أصدرت بياناً باسم إسماعيل سراج الدين، ينفي فيه  تهمة رئاسة اللجنة الثقافية بلجنة السياسات بالحزب الوطني، كما ينفي ما قيل أنه ورد علي لسانه من ذكر اسم جابر عصفور وعماد أبو غازي والسيد يس ومحمد الصاوي وإبراهيم المعلم، وجاء في نص البيان:" إن أيا من هؤلاء المثقفين لم يكونوا يوماً أعضاء في الحزب الوطني أو في لجنة السياسات أو في أي لجنة أخري تابعة للحزب"، وأكّد أنه لم يدخل مقر الحزب الوطني سوي مرة واحدة فقط لحضور الاجتماع المشار إليه".
لم يذكر إسماعيل سراج الدين في بيانه تبريراً لإدارته لندوة في معرض الكتاب دون توجيه دعوة له، هو من لم يهتم من قبل بندوات المعرض، ولم نتمكن من التوصل إليه ولا إلي خالد عزب، منظم ندوات مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع هيئة الكتاب، والذي ربما دعاه للندوة دون الاتفاق المسبق مع الهيئة لتحسين صورة رئيسه بعد تلطيخها عقب قيام الثورة وكشف علاقته بسوزان مبارك، وبالأخص بعد نشر يوسف زيدان مقالاً يفضح فيه الفساد بمكتبة الإسكندرية.   
أحد أطراف "الخناقة الثقافية" بين مجاهد وسراج الدين، كان الدكتور عماد أبو غازي الذي حدثناه لنعرف رأيه، فقال أبو غازي:" المفروض في هذه الحالة أن تقدم مكتبة الاسكندرية برنامجها مفصلاً، والمفروض الالتزام بهذا البرانامج، لكنها خالفت". وفيما يتعلق بالاجتماع المشار إليه، قال أبو غازي:"عمري ما كنت عضواً في الحزب الوطني، لكنني حضرت هذا الاجتماع الذي كان متعلقاً بمستقبل الثقافة في مصر، كما حضرته منظمات مجتمع مدني وكوادر في وزارة الثقافة وكذلك رجال من الحزب الوطني نفسه، وكان ذلك في حضور جمال مبارك".
حرب البيانات كشفت عن اجتماع ثقافي لم نسمع عنه من قبل، وبيان مجاهد لا تتمثل أهميته في الاعتراض بقدر كشفه للجنة الثقافية بالمنحل، وصعود سراج لمنصة ندوة ليست حادثة هامة في ذاتها، بل في دلالاتها، فمن عُرف عنهم صلاتهم الوثيقة بالنظام القديم وبزوجة المخلوع يحاولون الآن تنظيف ثيابهم من هذا الدنس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق